ahmed ofquir عضو مميز
عدد المساهمات : 16 تاريخ التسجيل : 24/08/2010
| موضوع: مدارس سوس العتيقة الأحد سبتمبر 05, 2010 3:26 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..بسم الله الرحمن الرحيم .. مدارس سوس العتيقة . في هذ الموضوع سوف أتطرق فيه على بعض المدارس سوس العتيقة كما أتمنأ أن ينال الموضوع رضاكم و اعجابكم .
أول مدرسة في سوس :
أول مدرسة عرفت في بوادي الْمَغرب الإسلامي هي مدرسة أجلو بضاحية مدينة تيزنيت، وذلك في أواخر القرن الْخَامس، وربَّما كانت قبلها مدارس أخرى وإن كنا لا نعرفها الآن، ثُم تتابعت القرون والمدارس تتكون في السهول والنجود، إلى أن نيفت على مائتين، وهي مدارس شعبية يقوم بِها الشعب بِجهوده الْخَاصة، ولَم تعرف قط إعانة حكومية، وكثيرا ما تكون في كل قبيلة مدرسة أو مدارس متعددة إن كانت القبيلة كثيرة الأفخاذ، فتبني كل فخذ مدرستها على حدة، وهذه المدارس تُسمى مدارس علمية؛ ليكون فرق بينها وبين كتاتيب القرآن التي لا تَخلو منها كل قرية وإن صغرت، والمعتاد أن تقوم القرية بالمسجد الذي يكون فيه الكتاب القرآني، فيكون الإمام للصلوات هو المعلم للقرآن دائما، وأجرته على سكان القرية يعطونه قدرا معلوما من الحبوب ومن الصوف ومن الزبد، لكل دار تَمخض تلك السنة؛ لأن المشارطة مع الإلمام تكون على السنة، ويزيدون فوق ذلك أن يَحرثوا له في أرضهم ويَحصدوا له، وأمَّا المئونة فإنَّها نَهارية على كل دار، غداء وعشاء وهجوريّا في الغالب، فهذا هو قانون مساجد القرى التي تضم كتاتيب القرآن. وأمَّا المدارس التي تقرأ فيها القراءات السبع أو فنون العلوم؛ فإن لَها نظاما آخر، إذ تشارط القبيلة الأستاذ الفقيه مسانَهة على أجرة معلومة من مَحصولِهم: حبوبا وإداما زيتا أو سَمنا أو هُمَا مَعا، ومئونة الطلبة تكون من هري المدرسة الذي يُجمع فيه ثلث الأعشار من أصحاب المدرسة، يقف المكلفون بذلك على الْمَحاصيل في البيادر حتى يؤخذ حظ المدرسة، أو يقيد بأنه في ذمة صاحبه، ثُم إذا تم الدارس يقع النداء العام الذي كثيرا ما يكون من سطح المسجد بِجمع ذلك في يوم خاص يتواعدون فيه وسط سوق القبيلة، فترى البهائم قوافل إلى المدرسة من كل طريق. ومن ذلك تكون مئونة الطلبة المرابطين في المدرسة ومئونة أستاذهم، ومفتاح الهري قد يكون في يد الأستاذ، وقد يكون في يد أمين معين، والغالب أن تتخذ خادم تطبخ للطلبة والأستاذ ما يأكلون في نفس المدرسة غداء وعشاء، ومن القليل أن يكون الطبخ مناوبة بين أهل القبيلة، فتأتي الدار التي فيها النوبة لتأخذ الحبوب من هري المدرسة، فتهيئوها خبزا أو كسكسا، ثُم تأتي به إلى المدرسة، وأجرة الأستاذ تُجمع غالبا من أهل القبيلة خارج ثلث الأعشار، وربَّما يُعطاها من هري المدرسة، أمَّا إدارة المدرسة والتكلم في شئون الطلبة؛ فإنَّها في يد الأستاذ الذي يُحترم احتراما كبيرا، وهو مُفتي القبيلة وقاضيها الطبيعي، ذلك هو نظام الكتاتيب والمدارس، وقد كنا قبل هذا اليوم جَمعنا أسْمَاء هذه المدارس كيفما كانت كبيرة أو صغيرة، وخصصنا لذلك مؤلفا على حدة تتبعنا فيه الْجميع مدرسة مدرسة، وذكرنا أَسْمَاء الذين مروا فيها من الأساتذة؛ ولذلك نوجز اليوم في هذا الكتاب المبني على الإيجاز، فنذكر المدارس اللامعة التي أدت في هذه القرون الماضية الواجب للعربية ولعلومها، سواء بقيت اليوم أو اندثرت. الموضوع منقول من كتاب سوس العالمة للمختار السوسي . | |
|